الفكر الصافي

الأربعاء، أبريل ١٦، ٢٠٠٨

كمبيوتري هو بيتي الاول والاخير

اولا وقبل كل شيء، لست انسانا انطوائيا او وحيد، ولست مصابا باي مرض اجتماعي. حكاية هذا العنوان طويلة ولكني لم انتنبه لها الا البارحة، واليكم القصة..
خرجت من بلدي اليمن نهاية عام 2003 وتوجهت الى المانيا للدراسة، مرت رحلة حياتي من يومها باربع مدن هي برلين وكولونيا واخن واخيرا انتهى بي المطاف بهاجن.. خلال هذه الاعوم انتقل سكني ستة مرات، كان اخرها في شهر سبتمبر 2007 حيث استقريت في حي هادئ في احد اطراف مدينة هاجن الصغيرة.
البارحة قمت باعادة ترتيب ديكور غرفتي، استغرق الامر عدة ساعات شعرت بعدها اني في مكان غريب تماما، فلم اعد اتعرف على الغرفة ولم تعد ذلك المكان المالوف لي كما في السابق والذي كنت ادعوه بيتي..
الا اني وعندما قمت بتشغيل كمبيوتري وبدات المروحة بالدوران شعرت بارتياح شديد، ارتياح ازداد عندما ظهر سطح مكتبي كما تعودت عليه.. حينها مرت حياتي امامي كشريط فيديو وتذكرت كل ما مريت به وكل التغيرات التي جرت لي جراء انتقالي من مكان الى اخر، وتذكرت كيف كنت ابدا حياتي من جديد في كل مدينة دخلتها، وكيف كنت اشعر باني غريب في كل مكان ارحل اليه..
سطح المكتب.. ذلك الشيء المالوف الذي يرافقني حيثما ذهبت، المكان الوحيد الذي اعرفه، كل الصور والبرامج والافلام، كل الكتب والمقالات، كل ما احتاجه في حياتي الدراسية موجود في هذا الكمبيوتر.
Kosmopolit بالالمانية او cosmoplitan بالانجليزية هو المصطلح المنطبق علي. الرجل الذي لا منزل له، او الرجل الذي كل العالم منزله.. فلم ابقى في مكان ما فترة كافية لاشعر كانه منزلي او بلدي، كل مكان ارحل اليه ماهو سوى محطة جديدة في رحلة لا اعرف الى اين ستاخذني.. الا اني سعيد جدا لاني اعلم ان كل ما احتاجه موجود في كمبيوتري.. ذاك المكان المالوف.. بيتي الاول والاخير..

ودمتم سالمين..
ملاحظة: الكلام كلة خرابيش..

التسميات: , , ,